يوم من عمري

انزل من السياره وارى مكان الدوره التى احضرها بعيد عن مكان عملى البعيد عن بلدى احترس كثيرا وانا امر بالطريق السريع والذى تمر فيه السيارات باقصى سرعه وما ان امر من الطريق السريع يتبقى حاره صغيره انشئت جديدا بمرورها اصل لمكان الدوره المنشود اتخطى كتلتين من الاسمنت الذين يفصلان هذه الحاره عن الطريق السريع بالقفز من الوسط معتمدا بكلتا يديا على كلتا الكتلتين كل يد على كتله واقف برهه على الرصيف وانزل قدمى اليسرى..... وأشعر بارتطام هائل وكأنى اصطدمت فى جبل عالى او شيئ ما مسرع واشعر بنفسى اطير فى الهواء لاعلى اجد عقلى يدرك الموقف جيدا ويدرك ان كارثه ما قد حدثت وان شيئ ما جد خطير سيصير ولكنى لم اكن اعى ماذا يحدث الان وفجاه ارتطم بالارض ارتطام شديد واطلق من صدرى صرخه طويله لا اتذكر اذا كانت من الالم ام من الدهشه لكونى مازالت على قيد الحياه فقد كان اكثر ما يشغل بالى وانا فى الاعلى انى اسقط على راسى واموت لقد كنت اخشى كثيرا ان القى حتفى الان وبعد ان اسقط اسمع صوت صرير ناتج عن توقف مفاجئ لسياره كانت مسرعه وقد اجبرها اصطدامها بى على التوقف انظر اليها واتبين ملامحها جيدا واعرف انها تاكسى وارى السائق ينزل منها شاب فى الثلاثينات من عمره وعلى وجه اعلى علامات الجزع الشديد حاول بعض الناس ان يرفعونى من الارض ولكنى رفضت تماما ان يقترب احد منى خوفا من تسوء الامور فلقد كنت فى اعلى حالات التيقظ واخذت اتحسس جسدى بيدى لاكتشف كسر شديد فى العضد الايسر ما بين المرفق والكتف كسر بحيث تهتز العظمه المكسوره نصفين يمينا ويسارا حول مكان الكثر فامسك بيدى اليمين النصفين من مكان الكسر ليتوقف الاهتزاز الذى يؤلمنى كثيرا وانظر الى السائق واسأل _انت السواق فيرد بانه هو بان يهز راسه فاقول له _انت مش غلطان فى حاجه انا الى غلطان لا اعرف مين اين جئت بهذه المقوله ولا من اين استنتجتها هل فقط لارمى بالامر كله على ام لاحساسى الدائم بانى مخطئ ومذنب ففى حقيقه الامر هو مخطئ تماما من حيث سرعته المفرطه فى حاره انشئت بحيث لا تتعدى السرعه فيها الاربعين كيلو متر وكذلك يمشى ملاصق للرصيف بحيث سيصطدم باى من ينزل للطريق ولقربنا من مقر الاسعاف اتصلوا بالاسعاف لياتى وانا لازالت قابع على ارضيه الطريق اصرخ واتالم فبدوأ فى السؤال عن رقم هاتف اى حد قريب لى حتى يتصل احد الواقفين به يعمل عقلى بسرعه فاحاول ان اخرج هاتفى الجوال بسرعه فاجده كعادته اللعينه لا يعمل احاول مسرعا ان اتذكر ارقام اى قريب لى فلا اتذكر الا رقمين فقط نمره والدتى ونمره حبيبى اتذكر ان والدتى كانت مستيقظه وانا انزل مسرعا لان اصدقائى فى العمل رنوا علي معلنين تحرك السياره التى تقلهم من مكان العمل وتقترب بهم من مكان الدوره فاتذكر ان حبيبى اتصل بيا صباحا بعد يوم كامل لم يتصل بيا فيه ليخبرنى بجديد اخباره وكنت اعامله كأننا اصدقاء وان كل ما بيننا انتهى وبقينا اصدقاء حتى حكى لى انه تعرف باكثر من شخص من نفس بلدنا احدهم يعمل فى المستشفى العام فاحاول الاختيار فيما بينهم لا اعرف ماذا ستكون حالتى اذا اتصلت بوالدتى فى هذا الوقت وماذا سيحدث لها ولثقتى فى حبيبى ومدى قدر تحمله وقدرته على التعامل مع اى امر فاطلب من احدهم ان يتصل به انا اعرف انه فى طريقه للعمل ولكن الشبكه تعلن عدم الاستطاعه للوصول اليه فيرد احد المحاولين الاتصال به _اتدينى نمره اى حد تانى فارد وقد اقتربت سياره الاسعاف -لا هو ده اخويا ...افضل بس اتصل عليه هيرد واقولهى انى محتاجه فينظر الى ويقول لى _يا ابنى ادينى اى رقم تانى فانظر اليه مستعطفا _ارجوك اعمل الى قلتلك عليه فارد _ارجوك خليك ورا الرقم ده لحد ميرد وبلغه هو هيتصرف صح ينزل المسعف فهو شاب فى العشرينات يحاول ان يهدى روعى ويسالنى _هل رجلك تتحرك فاقول له _نعم فيقول لى _حاول ان تقف معتمدا عليها فقط فاحاول جاهدا ان اقف عليها وانجح فيرفع يدى المكسوره بشيئ خفيف يريحينى من عناء حملها واركب السياره وقبل ان يغلق الباب فيقول لى الرجل الذى يتصل -لسه غير متاح فاقول له _اصبر دقائق وسيتصل ويغلق المسعف الباب واسئله _السياره هتروح فين فيرد _المستشفى العام اقلق كثيرا من هذا الاسم فهو معناه الاهمال الشديد وانا اشعر انى وحيدا ولا احد يعلم ما انا فيه وهاتفى لا يعمل لينجدنى وتتحرك السياره مسرعه تجاه المشفى العام مخترقه شوارع بلدتى فى سرعه معلنه عن وجود حاله خطيره 25364832146affb02c5e.jpg وصلت المستشفى ودخلت الاستقبال وبدؤا الدكاتره الشباب يكشفوا عليا وانا ممدد على سرير اقل ما يقال عنه انه قذر وبعد كشف بسيط على قالى الدكتور ده خلع فى الكتف بسيط وهيحتاج عمليه رد كتف لابد من تخديرك قبلها وده لازم بعد 6 ساعات لانك واكل من ساعتين فقلت له _يادكتور طيب والالم الفظيع الى انا فيه ده فنظر الى احدى السيدات الواقفات وطلب منه حقنه مسكن فاقتربت منى وقالت _معاك فلوس نجيب لك حقنه مسكن فاجبت براسى ان معى فلوس لانى لم اكن استطع الحديث ولكنهم اتوا بالمسكن دون ان يأخذوا شيئ منى ووقتها حاولت اخراج هاتفى وحاولت قدر المستطاع ان يعمل ووضعته فى جيبى وبعد قليل رن فاخرجته فى صعوبه لانى اعرف ان المتصل هو حبيبى _الو _الو _صحيح انت عملت حادثه ؟ _اه يا احمد وفى المستشفى ولوحدى والمكان بشع _خلاص متقلقش انا جاى بسرعه _متتأخرش على يا أحمد _قلت مش هتأخر _انا باعت لك والدى وابن خالتى وخالتى _مين ابن خالتك وخالتك دول؟ _دول شغالين فى المستشفى وانا كلمتهم وكله تمام متقلقش ويتبع _هتعدى ياد وبعد شويه خدونى اعمل سونار على جسمى يشوفوا فيه كسر داخلى ولا لئه وكنت جالس على كرسى متحرك ولم اكن ابذل اى مجهود وبعد عمل سونار اكد خلو جسدى من اى نزيف داخلى اخذوا منى الكرسى المتحرك لاكمل المسيره على ارجلى وانا ممسك ذراعى وشويه ولقيت الناس حواليا اقارب ومعارف السواق وبدؤا فى تعريفهم لى بانفسهم وانا كنت على اخرى فركبت الاسانسير وانا لوحدى فوجدت واحد بيقولى انا من طرف احمد ووقتها تذكرت انه حدثنى عن معرفته باحد العاملين فى المستشفى فقلت فى سرى _ابن خالتك..هو الكدب فى دمك حتى وانت بتساعدنى ووجدت نفسى اتحاشاه ومتجنبه ولا اعرف لماذا رغم انه ابدى حنان كنت فى اقسى حالات الاحتياج اليه فالجاى يشعرون بشده ببعضهم واثناء ركوبنا الاسانسبر احمد اتصل بيه فاراد عمرو_هذا كان اسمه_ان يعطينى الهاتف لاسمه احمد بيقوله _متدنيش الواد ده عبيط ومش عارف حاجه خلينى منى ليك وما ان سمعت الكلمه حتى قلت فى منتهى الاستسلام _&&& يسامحك يا احمد وخرجت من الاسانسير ومشيت وكل من يتابعونى يمشون خلفى وانا افكر فى كلام احمد واثناء مشيى وجدت اقارب السواق محيطين بى وانا فى منتهى الضيق فلم اكن ارد علي استجدائهم لعطفى حتى اتنازل عن حقى وعندما وصلت لسريرى الذى ساجلس عليه اقترب منى عمرو وقال _بص..انا عارف الى بينك وبين احمد وفاهم اوى انت ليه محتاجه الان بس هو فى اجتماع فى الشغل وبجد جاى وعندما سمعت هذا الكلام نظرت اليه فى منتهى الهدوء ونزلت من عينى دمعه حاره تعبر عن عده احاسيس مختلطه مابين الالم والخوف والتعب وفجأه دخل المحضر ومعه ظابط الشرطه وفتحوا المحضر معى ولا اعرف لماذا اردت تبرئه السواق رغم انه مذنب فبدأت ان ابرئه لانى لن استفيد من سجنه او غرامته ولهذا قلت اقوال غير صحيحه تعنى تسامحى واغلاق المحضر وانصرف اهل السواق مع الظابط وبقيت انا وعمرو وشويه ولقيت والد حبيبى دخل على و اول مشفنى عيط وتاثر اوى انا بحب الراجل ده جدا و اول ملقيته بيعيط عيطت وقعد يقولى متخفش انا عشان اطمنه وقفت على رجلى ادامه وقلت له انا سليم وكله تمام والدكاتره قالولى لازم نستنى 6 ساعات عشان البنج لازم صيام 8ساعات وكله تمام انا كنت بقوله كده ونفسى اوى اصدق نفسى وبدون اى اسباب مبرره اخرج الممرضين كل المرافقين لى من الغرفه لابقى وحيدا ابكى فى صمت وانظر الى الباب منتظر قدومه فهو من يستطيع ان يخفف عنى وانظر حولى لاجد حالات اقل مايقال عنها انها بشعه مابين حوادث الاعتداء وحوادث الطريق مما ضاعف المى المين لالمهم ومنظرهم فكم وددت لو دخل احد ليجلس معى او اخرج لابقى معهم واثناء استغراقى وتفكرى ومحاوله استيعاب ما حدث انظر لاجد احمد امامى gay_hug.jpg اول ما شفت احمد حسيت ان روحى ردت فبا وان الى حصل كله هان علشان خلاه يجيلى لحد عندى وعلى وجهه هذا التعبير مزيج غريب مابين مشاعرمتابينه من الخوف والقلق الى الحب والشوق مرورا بفزع شديد واضح على ملامح وجهه اختزل كل هذه المشاعر بان احتضن راسى وانا جالس على السرير فى حنان محركا يديه على شعرى من الخلف مما جعلنى اقلده وابكى فى حرقه وانا بين يديه فيرفع راسى اليه ويمسح دموعى ولو لم نكن فى مكان عام لاحتضنا بعض بطريقه توصل لنا ما نشعر به ولكننى اشعر به من اقل لمسه به ووقتها دخل عامل المستشفى يطلب منه الخروج لان الاطباء سيمرون على الحالات ولايريدون اى ضيوف وهكذا بقيت وحيدا مره اخرى ولكن وقتها يوجد امل وهو وجود احمد بالخارج وظل احمد يتردد على ويدخل ويخرج وانا كذلك اخرج وادخل بسبب الحالات الفظيعه التى كانت بجوارى حتى طلب منى احمد هاتفى ليتصل باهلى لكى ياتوا وكنت انا فى شده المعارضه بسبب ان الامر بسيط ولا اريد ان اقلقهم ولكنه قال _لو دخلت عمليه لازم حد من اهلك يمضى فارضخ لرغبته ويقوم هو بالواجب ويتصل بابى وامى واثناء وقوفى مع احمد وابوه بالخارج اتى والدى واحتضنى واخذنى من يدى وادخلنى حجرتى وبعد قليل دلفت امى وعلى وجهها برود ومن داخلها نار تظهر لى كابن يشعر بامه واتاثر جدا عند قدومهم ويطمئن الاثنان على ويجلس احمد وعمرو على سرير مجاور وعينى لا تفارق احمد وعمرو يلاحظ هذا ويضحك لى وعندما يشير بلحمد ادير وجهى وبعد قليل ياتى اصدقائى الذين كانوا معى فى الدوره ويسلموا على فرد بفرد ويجلس احمد بعد ان يمضوا بجوارى ويحتضن راسى ومعه ورقه ليبعد عن الحشرات الطائره وبين الحين والاخر يخفى بالورقه وجهى ويقبلنى على شفتاى ويهمس لى بكلام يجعلنى اضحك كثيرا وفى هذه الاثناء مابين دفء حضنه وتعبى الشديد حضر السلطان الذى لا يرد له قرار وبدأ النعاس يغمرنى وعندما كنت اذهب فى النوم استفيق على الالم ولا استطيع ان انام وبين الحين والاخر يحكى لى احمد كلام عن لسانى لم يحدث ويضحكنى وابكى بين الحين والاخر ويمحو دمعتى وبعد قليل اطلب من احمد ان يطالب امى بالانصراف فانا اشعر بزعلها واخاف ان تتعب وفعلا تنصرف امى على ان تعود وبعد قليل تعود ومعها جارتنا وزوجها والذى حدث لابنهم مثلما حدث لى وفى عجاله يقرروا انى ساترك هذا الستشفى الحقير وانى ساذهب لمستشفى اخر على السريع بالقرب من مكان الحادثه ووقتها يكون والد احمد وعمرو قد انصرفا مبكرين ويقرر احمد ان ينصرف ليذهب الى زوجته ليتغدى ويعود مره اخرى عنما نصل للمستشفى الاخر وفعلا ننصرف وابى وجارى يسندانى وينصرف احمد لاذهب الى المعاناه الحقيقيه التى ستسمر لخمس ايام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق